Size / / /

(Read this story in English translation)

تحذير محتوى


جالس على كرسيّ خشبيّه لها لوحة مركّبة من الأمام. فكّه مفتوح. صافن صامد لا تحكّم له على اعضائه أو أطراف جسمه. تمثال حيّ. جالس في غرفة النّوم. عيناه مركزتان على شاشّة التلفاز أمامه. يبثّ فيلم فست اند فيوريس الثّالث لرابع مرّة هذا الأسبوع. رأى السّيارات تنفجر وتتدحرج وتتسابق. ورنّت أذناه بأصوات الدّواليب تتزحلق والشّخصيات تصرخ جملها التّعيسة قبل حادثة أخرى. وفجأةً أصدر التّمثال صوتاً من فمه مثل مكبّر الصّوت. جملة واحدة.
 
"أريد"

صدى. انحنت كرسيّه إلى الأمام وهو لا زال جامداً فيها.
 
واختفى التّمثال.
 
المدينة
 
ظهر في وسط ساحة مزدحمه يحلّق بضعة سنتيمترات عن الأرض. كانت البنايات تتباهى بأسماء المتاجر المتعدّدة والمقاهي والمنتوجات الالكترونيّة الجديدة. مال الكرسيّ إلى الوراء وصاح بدهشته وكأنّه يختنق. دار في مكانه وعيناه تتذوّقان وتشتهيان الماديّات المتعدّدة المتوفّرة. تقدّم إلى أبواب إحدى المتاجر، ولكن قبل أن يدخل، طنتّ صوت من فمه. سكتت جميع مصادر الحديث والضجيج. أعلن:

"أريد أن أريد"

إنتظر لحظة ودخل المتجر. أسرع تجاه جناح المأكولات، حيث لم يجد غير المستوردات. بدأ يمتص كل ما وجد أمامه. أفرغ الرّفوف والخزائن من كل محتوياتها. ابتلعها جميعاً. لم يزد وزناً ولم يمتلئ. توقّف للحظة فوقعت المنتوجات على الأرض.
 
"أريد أن استهلك"

إقترب من إحدى المنتوجات ليتفقّد اسعارها والمعلومات المطبوعة عليها. فبدء يهلع بصوت الاسعاف وجسمه يحلّق من أول الممّر إلى آخره. وحنكه لا يتحرّك اطلاقاً. أراد الفرار ولكنه ضاع وهو يذعر. فبدأ بالتحليق تجاه الحيطان و خبط نفسه بهم. حاول مجدداً حتى أن وصل إلى شبّاك. فأسرع تجاهها وكسر الزّجاج. خروجه من المبنى جذب الأنظار. انحفض صوت إنذار الإسعاف وبدأت تتكاثر الهمسات الفضوليّة. لم يفهم ما كان يراه من أرجل وشخصيات ممزوجة بسبب حركتها السريعة. برزت فقط بقعة سوداء تغمر رأسها بعض النقط البيض. كانت صافنة. مثله. ولكنها في نصف الشارع. رأى دولاب تكرج فوقها قبل أن يفهم.                
 
 قطة مرمية على الأرض في نصف الطريق.
 
تقدم نحوها ليحلل الموقف. رأى علبة دجاج مقلية مخزقة بالقرب منها. داخل العلبة عظمة واحدة عاريه.
 
"لا أريد أن أريد"
 
اختفى.
 
ظهر أمام حريق يشتعل على طاولة مطبخ حديديّة، وانحنى كي ينظر إلى قلب الحريق التي برقت في عينيه. مثل نربيش، خرجت من فمه رشّات من البترول ورسم بها خط تصل إلى تنك الغاز. هرب من المبنى بنفس الاسلوب التي استخدمها في المتجر. إبتعد عن الشبّاك المكسور من دون أن يعلو أو يخفض في تحليقه.
 
إنتظر. أشعّة النار ازدادت قوّة وبدأ الدخّان يهرب إلى الخارج. 
 
وحش برتقالي صفراوي انفجر من داخل الغرفة. طار الاسمنت و ابتلعت النيران الخشب عن الحيطان. لم يبقى سوى أعمدة الشقّة. تدنّى المبنى قليلاً. انتشر الحريق إلى باقي الشّقق حتى التهمها بأكملها. بين كل ثانية وأخرى نشأ صوت إنفجار من نفس المبنى، معلنا إبتلاع شقة أخرى. انهار المبنى بعد بضعة دقائق.
 
واختفى. 



وديع الحداد مصمّم غرافيكي، رسّام، وكاتب لبناني-فلسطيني يمضي أيّامه في بيروت. يعيش مع عائلته، بالإضافة الى سبعة نباتات وطنّ من الأشباح الموروثة. يقضي وقته باحثاً عن ما يصل الماضي بالحاضر. للمزيد من أشغاله يمكن متابعته wadihhaddad@ على انستاغرام

Wadih El Haddad is a Lebanese-Palestinian graphic designer, illustrator, and writer based in Beirut. He lives with his family, seven plants, and a ton of ancestral ghosts. He spends his time looking for strings that connect the past to his present. You can follow up with his work and doodles on his Instagram page @wadihhaddad.
Current Issue
22 Apr 2024

We’d been on holiday at the Shoon Sea only three days when the incident occurred. Dr. Gar had been staying there a few months for medical research and had urged me and my friend Shooshooey to visit.
...
Tu enfiles longuement la chemise des murs,/ tout comme d’autres le font avec la chemise de la mort.
The little monster was not born like a human child, yelling with cold and terror as he left his mother’s womb. He had come to life little by little, on the high, three-legged bench. When his eyes had opened, they met the eyes of the broad-shouldered sculptor, watching them tenderly.
Le petit monstre n’était pas né comme un enfant des hommes, criant de froid et de terreur au sortir du ventre maternel. Il avait pris vie peu à peu, sur la haute selle à trois pieds, et quand ses yeux s’étaient ouverts, ils avaient rencontré ceux du sculpteur aux larges épaules, qui le regardaient tendrement.
We're delighted to welcome Nat Paterson to the blog, to tell us more about his translation of Léopold Chauveau's story 'The Little Monster'/ 'Le Petit Monstre', which appears in our April 2024 issue.
For a long time now you’ve put on the shirt of the walls,/just as others might put on a shroud.
Issue 15 Apr 2024
By: Ana Hurtado
Art by: delila
Issue 8 Apr 2024
Issue 1 Apr 2024
Issue 25 Mar 2024
By: Sammy Lê
Art by: Kim Hu
Issue 18 Mar 2024
Strange Horizons
Issue 11 Mar 2024
Issue 4 Mar 2024
Issue 26 Feb 2024
Issue 19 Feb 2024
Issue 12 Feb 2024
Load More
%d bloggers like this: